مما لا شك فيه أن توطين الصناعة وتشجيع المنتج المحلي، يعتبر من الركائز الأساسية في عملية تحويل الاقتصاد الوطني الى اقتصاد قائم على المعرفة، والذي يعتبر أحد الروافد الأساسية لتحقيق خطة التحول الوطني ورؤية المملكة 2030. ولقد عملت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على دعم مثل هذه المبادرات على مدار الخمسين عام الماضية، وذلك بتخريج كوادر متميزة أسهمت بشكل ريادي في ايجاد حلول مبتكرة لتوطين الصناعات .وتعتبر الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) من أولى الشركات الوطنية في المملكة والتي استفادت من هذه الكوادر الوطنية, حيث اسهمت وبشكل فعال عبر مراكزها البحثية دعم وتوطين الصناعات التي في مجال عملها بالإضافة إلى تشجيع ودعم مبادرات ريادية تخدم رواد الأعمال السعوديين في هذا الصدد, وبالنظر الى الحركة الدؤوبة التي تشهدها المملكة في ريادة الأعمال هذه الايام فمن الطبيعي أن تتفق الرؤى بين جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وشركة سابك على توجيه هذه الحركة نحو انشاء شركات وليدة, تتبنى توطين الصناعة, وذلك من خلال دعم مشاريع صناعية صغيرة, تبدأ من احلال صناعات وطنية في سلاسل الامداد للصناعات العملاقة, بما يتناسب مع امكانيات رواد الأعمال المبتدئين و تطلعات المستثمرين المتحفظين، بحيث يبدأ توطين هذه الصناعات البسيطة بالصعود تدريجيا، حتى تغدو شركات وطنية متربعة على رأس هرم توطين الصناعة.
وبناءً على هذه الرؤية فقد جاءت فكرة مبادرة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن – شركة سابك لريادة الأعمال. حيث تقوم شركة سابك، بخبرتها الصناعية الواسعة، باقتراح مشاريع صناعية يمكن توطينها في سلاسل الامداد الصناعية المختلفة وذلك بعد دراستها دراسة مستفيضة، وتقديم الدعم الفني والتقني والبحثي اللازم لرواد الأعمال لإنشاء هذه المصانع. بينما تتولى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، من خلال معهد الريادة في الأعمال، اختيار الفرق الريادية للمشاريع المقترحة من شركة سابك وإعدادهم وتدريبهم بما يضمن كفاءتهم العالية في انشاء المصانع الريادية المقترحة. حيث ينضم رواد الأعمال المشاركون الى برنامج مسرعة القيادة الريادية بواقع 54 ساعة تواصل دراسية و64 ساعة إرشادية داخلية وخارجية خلال فصل دراسي أكاديمي. وبإنهاء متطلبات البرنامج يحصل المشاركون على شهادات معتمدة من معهد الريادة في الأعمال إضافة إلى تسريع إنشاء مصانع من قبل الملتحقين بالبرنامج تساهم تلك المصانع في رفع مستوى المحتوى المحلي وتوفير فرص وظيفية لشباب الوطن.
بعد قبول المتقدم في برنامج نساهم 2.0، يتم تدريبهم من خلال برنامج مسرعة القيادة الريادية بمعهد الريادة في الأعمال وهو عبارة عن برنامج تعليمي مكثف يقدم الجوانب المختلفة للتميز في ريادة الأعمال بطرق تعليمية حديثة ترتكز بشكل أساسي على التعليم التفاعلي وليس على المحاضرات التقليدية. حيث يقوم رائد الأعمال بتطبيق ما يتعلمه مباشرة في نفس الورشة أو المحاضرة على مشروعه أو فكرته الريادية ثم يحصل على تقييم وتوجيه مباشر من عضو هيئة التدريس وباقي الرواد. بالإضافة الى ذلك سيكون هناك عدد من الجلسات الإرشادية المتخصصة والتي يلتقي فيها رائد الأعمال بشكل فردي مع مرشدين مختصين من شركة سابك بعد التنسيق متى ما تطلب ذلك وذلك لمساعدته في بناء فكرته الريادية. يمتد البرنامج لفصل دراسي كامل ولمدة 15 أسبوع. يتكون البرنامج من 10 مقررات، حيث يتكون كل مقرر من عدة محاضرات والتي تتضمن تمارين صفية تفاعلية واختبارات قصيرة بالإضافة الى واجبات منزلية. في النهاية، يوجد اختبار شامل لجميع المقررات. يتم التنسيق مع أصحاب الخبرات من رواد الأعمال لإعطاء محاضرات تحفيزية توضح قصص نجاحهم والآلية المستخدمة إن أمكن. تتضمن المقررات ما يلي:
وبالتزامن مع كل مقرر ستكون هناك جلسات إرشادية فردية لكل رائد أعمال. حيث يتم توجيهه بشكل فردي من قبل مختصين في مجال ريادة الأعمال، وذلك لمساعدته في صقل أفكاره ومشاريعه الريادية وجعلها أكثر إبداعا وابتكاراً وقابلية للتطبيق والنجاح. في الأسبوع الأخير من البرنامج يتم تقييم المشروع الريادي لكل رائد (أو فريق رواد) أعمال مشارك من قبل لجنة متخصصة من داخل وخارج الجامعة.